تفاسير سور من القرآن
تفسير قوله تعالى: قَالَ يَا قَوْم لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ
...............................................................................
فقابلهم هود اسم> بهذا الرد الكريم اللطيف، والتأني الكريم والتؤدة العظيمة، و رسم> قَالَ يَا قَوْم لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ قرآن> رسم> ليس بي شيء من طيش العقل ولا خفته، وإنما أنا راجح العقل ثابته، ثابت الحلم لست بطائش ولا خفيف رسم> وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن> رسم> رسم> رَسُولٌ قرآن> رسم> مرسل إليكم رسم> مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن> رسم> .
قد بينا فيما مضى أن الرسول فعول بمعنى مفعل، أي مرسل رسم> مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ قرآن> رسم> أرسلني إليكم. وأن أصل الرسول مصدر سمي به، وإتيان المصدر على وزن فعول قليل جدا في العربية مسموع في أوزان قليلة؛ كالقبول والولوع والرسول. وأصل الرسول مصدر بمعنى الرسالة، وهو مشهور في كلام العرب. ومنه قول الشاعر:
لقد كذب الواشون ما فهت عندهـم | بقول ولا أرسلتهــم برســـول |
وقول الآخر:
ألا أبلغ بـني عمــرو رســولا | بأني عــن فتوحـاتكم غــنـي |
ومن فوائد كون الرسول أصله مصدر تحل إشكالات في القرآن؛ لأن العرب إذا نعتت بالمصدر ألزمته الإفراد والتذكير، وربما تناست المصدرية فيه، وعملت بالوصفية العارضة فجمعته وثنته؛ ولذا جاء الرسول مفردا في القرآن والمراد به اثنان، وجاء مفردا في كلام العرب والمراد به جمع نظرا إلى أن أصله مصدر.
فإذا قال لك قائل: الله يقول: ... فنقلته من المصدرية فجعلته وصفا؛ ولأجل كون أصله مصدرا تطلقه العرب مفردا، وتريد به الجمع على عادة النعت بالمصادر، ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي اسم>
أبكي إليهـا وخــير الرســول | أعلمهـم بنـواحـــي الخـــبر |
مسألة>